بوابة الخيمة

editor

قضايا وآراء
عندما يصنع الوطن امجاداً .. يدونه التاريخ ويظل ملاحقاً له .. وكم هي الأمم والأوطان التي صنعت الأمجاد ..والتي فرضت نفسها على التاريخ تدوينا مشبعاً بالرضا .

أما في حال انقلاب الموازيين , فالوطن يبقى خلف التاريخ يبكى ماضيه .

كم عايش الوطن مآسي التاريخ وأفراحه ... وتمازج مع واقعه وحاضره ... ثم ما يلبث الآن أن يتفرقا .. فيبقى الوطن متخلفاً عن صاحبه بعد أن كانا يسيران جنباً إلى جنب.

..



مالي أراك يا وطن تتعايش مع تاريخ مقهور..تسير خلفه قابعاً في فلكك مذعور ؟ الم تكن تسبق صاحبك في عصوره ؟ الم تكن تتجانب معه في مسيرة النماء متسارعاً.. .حتى يكون لك السبق وكأنك له مصارعا ؟


هل ملئت مفردات وقواميس الأحزان والتباكي جرابك ... حتى أصبحت بلا حلول تخرجك من هذه الدائرة وأنت ترى أعداءك من حولك يتفرجون عليك ضاحكين ؟


مالي أراك وصاحبك تحتسيان مرارة الأحزان على شواطئ بحور ميتة تمطرها أصوات رصاص وقنابل مدمرة تقطع من أوصالك ..أجزاءاً ..أجزاء كقطع لحم محمرة ؟


كأنك يا وطن بت بليد المشاعر... أو أنك تناغمت في أفلاك اليأس من عودة صاحبك إلى عزته ورفعته ؟ مما جعلك وحيداً بلا أنيس منه أو جليس؟...

وكيف لا..وأنت مازلت تتصفح صاحبك ..ورقة بعد الأخرى ودموعك أصبحت مثار شكوى أنهارك..وحتى بحارك ..فتهوي على جنابتك المثقلة بالأسى ؟


كأنك ترسم لوعة الأسى لإبطال مضوا.. انحفرت من أصوات السياط جلودهم.. وترى نظرات القهر في حدقات عيونهم.


إلى متى تلعب بالحصى ...بعدما كنت تمسك بقناديل الضؤ ,, التي تشع بومضات صفراء أشبه بضوء من ذهب وفيروز؟


كأني اعرف في قسمات تضاريسك..أن هناك أزمة.. بلا ضوء .. فكلها عتمة .

لا ألومك أبدا .. وانا أرى قرناً أوشك أن يقفل شبابيك أوراقه على أمم تقتل الوليد بصواريخ ...لايسمع له حتى أنين يسطره التاريخ .

حكى لي التاريخ القريب والحاضر العجيب ..الأخبار المفزعة عنك وكأنها هاوية ، تشرئب من كل زاوية.

عرفت ذلك من صاحبك ....أنك تئن من الجروح .. لأمة باتت بلا روح .

وستبقى خلف صاحبك ...الى أن تعود تلك الروح ...

لن أعدك ياوطن .. إلا إذا حلت الأطواق من أعناق فلسطين ,, وحررت الأغلال من أقدام بغداد , عندها سيكون اللعب بالحصى لأعدائك من الذين ضحكوا منك في حقبة بكائك

 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول قضايا وآراء
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن قضايا وآراء:
العراق مركز انطلاق البركان


 تقييم المقال
المعدل: 4
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة