بوابة الخيمة

editor

تحاليل سياسية تلقت بغداد اليوم (‏20‏‏ ‏آذار‏‏ ‏2003‏) أولى نذر الحرب بشكل ليس مفاجئا من حيث التوقيت، ولكنه مفاجئ من حيث الأسلوب، فالكل كان يتوقع أن تكون حملة جوية موسعة تشارك فيها ألف طائرة أمريكية أو يزيد على غرار ما حصل في حرب الخليج الثانية. ولكن الذي جرى هو أن القوات الأمريكية أطلقت ما يقارب الأربعين صاروخا من نوع توماهاك، تختلف الروايات فيما إذا كانت أطلقت من إحدى القطع الحربية في الخليج العربي أم من طائرات الشبح (أف-117). وقد أصابت هذه الصواريخ الجمارك العراقية والتلفزيون العراقي. ووقف الرئيس بوش في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت واشنطن أمام الكاميرات ليعلن بدأ الحرب على استحياء، سنترك تحليل هذا الاستحياء للأسطر القادمة. وصدرت تصريحات اليوم أن الحملة الموسعة (على غرار حرب الـ 91) ستبدأ بعد يومين. فما الذي جرى؟ وما هي سيناريوهات التخمين لحقيقة هذه الحملة المحدودة؟

الاحتمال الأول: أن الحرب كانت مخططة لتبدأ بعد يومين، ولكن ظروفا خاصة –هي ما أسمته واشنطن بهجوم الفرصة- أجبرت القيادة العسكرية على إطلاق هجمة محدودة قبل الأوان. هذه الظروف الخاصة قيل إنها فرصة اقتناص الرئيس العراقي صدام حسين أثناء تنقله، وقيل بعض القادة العراقيين عالي المستوى. ومثل هذه الفرصة –إن كانت حقيقية- فهي جديرة بأن توضع الخطة الأصلية جانبا وأن تنتهز. وهذا الاحتمال هو غالبا ما حدث حيث إن المسؤولين الأمريكين في البنتاغون، وفي مركز إدارة العمليات في قطر وحتى في لندن كانوا متفاجئين من بداية الحرب المبكرة، وقالوا إنهم لم تصلهم أي أوامر رسمية ببدأ الحرب. وكان تصريح آري فلايتشر الأول هو أنها هجمة فرصة وأن الحرب لم تبدأ بعد. ثم جاء تصريح الرئيس بوش مباشرة بعدها يقول إن الحرب قد بدأ في تصريح مقتضب وغير مرتب، يؤكد فيه على أن لكل حرب خسائر بشرية، وكأنه يهيء العالم لوقوع خسائر في مثل هذه الهجمات الخاطفة التي قد لا تنال إلا من الشعب العراقي نفسه. إذن هذا التضارب في التصريحات يدل على أن الحرب لم تكن ستبدأ اليوم ولكن هذه الفرصة أجبرت القيادة العسكرية على تبكير موعد الحرب.

الاحتمال الثاني: وهو ما يشيعه بعض الصحفيين والفضائيات الإعلامية من أن الولايات المتحدة كانت تريد أن تعرف ردة فعل العالم بشكل عام، والشارع العربي بشكل خاص. وقد أثارت هذه الغارة وإعلان بدء الحرب حنق العالم والشارع العربي سواء، فها هو الرئيس الروسي بوتين يندد بالهجوم ويصفه بأنه خطأ سياسي كبير بأسلوب يقال أنه يفوق تشدد الرئيس الفرنسي شيراك من الموقف نفسه. ولكن هذا الاحتمال مستبعد جدا حيث إن أمريكا عندما قررت المضي قدما في مشروع الحرب، ضد الإرادة العالمية، بل ضد إرادة الأمم المتحدة، وضد الأخلاقية الدولية، فإنها كانت تعلم تماما كمية المعارضة التي ستواجهها، ولن تخاطر بإفشال حملتها العسكرية فقط من أجل استكشاف رد الفعل العالمي أو العربي.

الاحتمال الثالث: وهو أن تكون القيادة الأمريكية أرادت معرفة قدرات العراق على المقاومة أو حتى أسلوبه في المقاومة، وربما انتشار آليات الدفاع على أرض العراق، وقد أطلقت حملة محدودة عالمة بأن العراق سيتعامل معها كما لو أنها بداية الحرب الحقيقية، وكما لو أن هناك ألف طائرة في سمائه. وهذا الاحتمال أيضا مستبعد، حيث أن أمريكا تستطيع أن تطلع على أماكن تواجد القطع العسكرية الثقيلة من خلال الأقمار الصناعية.

بقلم عمر مطر


 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول تحاليل سياسية
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن تحاليل سياسية:
عرض كتاب


 تقييم المقال
المعدل: 3
تصويتات: 14


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة