بوابة الخيمة

editor

قضايا وآراء بقلم: أحمد الزاويتي/ كردستان العراق

في آخر تصريح له قبل انعقاد مؤتمر المعارضة، مسعود البارزاني يتكلم نيابة عن الاطراف الكردية، ويطمأن الاطراف ذات العلاقة، بعدم نية الاكراد تشكيل دولة كردية في شمال العراق.

وتناقلت الصحف العالمية اخبار شبه مؤكدة عن موعد انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في العاصمة البريطانية لندن في يوم السبت 14-12، وتشترك فيها غالبية اطراف المعارضة الذين يمثلون مختلف الشرائح القومية والمذهبية والسياسية العراقية المعارضة، حيث سيبحثون حسب قولهم في عراق المستقبل ما بعد صدام. ولم يعلن عن موقع الاجتماع لاسباب أمنية حسب ما ذكرته صحيفة برايتي (التآخي) لسان ناطق الحزب الديمقراطي الكردستاني. ويحاول ممثلو هذه الاطراف دفع تهمة العمالة لامركيا بعيدا عن انفسهم، بقولهم ان المبادرة هي عراقية ولم يصنع في الولايات المتحدة، وكان هذا تصريحا نطق به هشيار الزيباري قيادي كردي في حزب البارزاني للصحافة،حيث يشترك في جلسات الاعداد للمؤتمر.

ويجدر ذكره ان الاعداد لهذا المؤتمر قد بدأ مع تصاعد جدية امريكا في ضرب العراق واعلانها عن نيتها في تبديل النظام وبدأت بحث اطراف المعارضة للاجتماع والاتفاق على مستقبل العراق، ووصل الحث في الاونة الاخيرة الى الضغط المباشر على هذه الاطراف، ويذكر ان موعد المعارضة كان من المطلوب ان يكون قبل هذا الاوان في بروكسل العاصمة البلجيكية، ولكن اعترضت السلطات البلجيكية على انعقاد المؤتمر في اراضيها مما اضطرت المعارضة الاجتماع في لندن، مع تأجيل مكرر لموعده بججة عدم امكانية سفر جميع ممثلي الاطراف لصعوبة حصولهم على فيزة السفر الى لندن.

وسبق موعد المؤتمر نشاط مكثف للاطراف الرئيسية في دول المجاورة للعراق بما فيها ايران وتركيا وسوريا، وفي زيارة لمسعود البارزاني الى ايران في ايام 8،9،10 استقبل بالقيادات الايرانية بما فيهم محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، اكد فيها ان الاكراد في العراق موحودن في خطابهم وتصورهم لمستقبل العراق، وطمأنهم على ان الاكراد لا ينوون تشكيل دولة كردية في شمال العراق بل كل ما يتمنونه هو تحقيق مطالبهم في ضوء عراق ديمقراطي فيدرالي، وهذه هي نفس التطمينات التي اعطاها مسعود البارزاني للرئيس السوري بشار الاسد في زيارة له الى سوريا قبل زيارة طهران. وقد اهتمت ايران بهذه الزيارة مما يشير الى خروجها عن تحفظها التي كانت تبديها لعدم اشتراكها في أية محاولة تغيير في السلطة العراقية.

وقال مسعود البارزاني حسب ما نقلت عنه صحيفة برايتي الكردية: (بحثنا مع المسؤولين الايرانيين مستقبل العراق وحرص الشعب الكردي على وحدة الاراضي العراقية. وقال ايضا: الخطاب الكردي موحد وليس لدى شعبنا اية نية او مشروع لاقامة دولة كردية.)

ويذكر ان جميع الاطراف الكردية بما فيها الاسلامية ممثلة بجماعات رئيسية ثلاث وهي (الاتحاد الاسلامي الكردستاني، الحركة الاسلامية في كردستان، الجماعة الاسلامية في كردستان) تشترك في هذا المؤتمر.

وقد كانت جل اطراف المعارضة العراقية تعترض على المطلب الكردي لعراق ديمقراطي فيدرالي، في السابق ولكن اصرت الاطراف الكردية على مطلبها مبررة بان تطبيق الفيدرالية في عراق المستقبل هو أهم ضمان لوحدة الاراض العراقية، وقد تكون الظروف ساعدت على المطلب الكردي حيث بدأت المعارضة العراقية تتفهم المطلب الكردي وتؤيده، وبات المطلب الان مطلبا عراقيا عاما في اوساط المعارضة حيث اصبحت كل الاطراف تقول ننوي عراق ديمقارطي فيدرالي موحد، و لا اعتقد العبرة ستكون بالاسماء بل بالمسميات، والمشكلة الكردية لا تحل بعرض اليات كاقوال وحسب، بل المهم كيفية تطبيق هذه الاليات، حيث سبق وان طرح مشروع الحكم الذاتي من قبل السلطة العراقية والثورة الكردية بقيادة الملا مصطفى البارزاني عام 1970، ولم يكن العيب في المشروع بل العيب كان في تنفيذه، حيث استغل هذا المشروع لاطفاء شرارة الثورة الكردية التي كانت اندلعت قبل تاريخ توقيع تلك الاتفاقية بحوالي عشر سنوات..

بل اصبح اسم الحكم الذاتي بديلا لاسم كردستان وبذلك بدلا ان يكون المشروع حلا، كان طمسا لاسم كردستان والقضية الكردية، فكان لابد ان تندلع الثورة ثانية في عام 1974 حيث اخمدت بمؤامرة دولية بين ايران الشاه وجزائر بوميديان وعراق صدام وبرعاية امريكية! حيث تنازل صدام لايران عن مناطق استيراتيجية في شط العرب والخليج وعربستان ايران، مقابل ان يغلق شاه ايران المنافذ الحدودية لثوار الاكراد، حيث كان حينها ايران المنفذ الوحيد للثورة، ففشلت الثورة الكردية في عام 1975 بمؤامرة سميت باتفاقية الجزائر، ولكن عدالة السماء ابت الا ان تتدخل، فهاجم العراق ايران كي يرجع تلك المناطق ثانية ويعلن عن الغاء اتفاقية الجزائر من قبل الجانب العراقي، واندلع حرب اكل الاخضر واليابس طال نار فتيلها لمدة ثمانية سنوات راح ضحيتها خيرات اكبر دولتين في المنطقة، كانت قد وقعت على الاتفاقية المشؤومة، ولم تقف الاحداث عند ذلك بل استمرت كي يغزو الجيش العراقي الكويت بعد حرب ايران مباشرة، ويكون سببا لتدخل القوات الامريكية والبريطانية في المنطقة، وهو ذلك العجين الذي لايزال يشرب الماء!

والأآن وبعد التطورات التي حدثت تود امريكا تعاونها قوى المعارضة العراقية، في احداث تغيير للسلطة العراقية، يشاركهم الاكراد في البحث عن حقوقهم الضائعة، من منطلق يوم لك ويوم عليك، عسى ان يجدوا لهم ما يصبون اليه، ولكن من كان يعترض في امسنا عن مشروع الفيدرالية، ويوافق اليوم، هل سيوافق غدا؟ ثم الخوف من بعبع الدولة الكردية والذي كان يلوح به دول الطوق لكردستان واطراف المعارضة العراقية، هل يمكن ان يزال بالتطمينات الكردية المستمرة؟ بانهم لا ينوون دولة كردية ولا تجزأة لارض العراق، ولا يعتبرون انفسهم خطرا على المنطقة، بل كل ما يطلبونه عبارة عن حقوق مشروعة، ولا يرون تحقيقها الا في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.


 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول قضايا وآراء
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن قضايا وآراء:
العراق مركز انطلاق البركان


 تقييم المقال
المعدل: 3.33
تصويتات: 21


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة