بوابة الخيمة

editor

قضايا وآراء بقلم: أحمد الزاويتي: كردستان العراق

يحظى إقليم الشمال العراقي (كردستان) بحماية جوية من طائرات التحالف الدولي الذي أخرج الجيش العراقي من الكويت، منذ عام 1991، بعد إعادة المواطنين الكرد من إيران وتركيا والذين هجروا مدنهم وقراهم هربا من الجيش العراقي في حينه، حيث يعيش في هذا الإقليم ما يزيد عن ثلاثة ملايين كردي مع آلاف من التركمان والآشوريين، وتحت إدارة محلية مؤلفة من الحزبين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني)، إضافة إلى أحزاب أخرى تشترك معهما في الإدارة، وتخصص لهذا الإقليم نسبة 18% من عائدات النفط العراقية والتي تأتي من اتفاق النفط مقابل الغذاء، ويتم صرف هذه النسبة بإدارة الأمم المتحدة في مشاريع التنمية في المنطقة، وهناك جو من الحرية السياسية النسبية يتنعم بها الأهالي مما ساعد ذلك في تشكيل كم من الأحزاب السياسية يزيد عن الثلاثين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، هذا الوضع غير الطبيعي في المعادلة السياسية الدولية (أو على الأقل في نظر دول الجوار) سبب تخوفا للدول المحيطة بالعراق والتي تسكن في أراضيها أقلية كردية، حيث ما فتأت هذه الدول تعمل فيما بينها اجتماعات وتلقي بتصريحات تبدي عدم رضاها وقلقها الدائم من الوضع في شمال العراق.

ولكن تجاوز القلق منطق التصريحات في الآونة الأخيرة وبعد التهديد الأمريكي المستمر بشن حرب ضد العراق تستهدف السلطة الحاكمة في بغداد، فوصل إلى التهديد بشن حرب فيما إذا تطورت الأمور اكثر مما هي عليه، حيث صدر ذلك من سياسيي الترك ومن عسكرييها، وكذلك أبدت إيران قلقها بشأن التطورات الآنية والمتوقعة في المستقبل، ولا أخرج سوريا عن هذه القاعدة، فتبدي هي الأخرى قلقها ولكن يبدو أنها تتفهم الوضع الكردي اكثر وتقبل من الأحزاب الكردية التطمينات المستمرة التي تستقبلها منهم في الشمال العراقي بين الحين والآخر.

ففي لقاء تلفزيوني مع شبكة ستار في الحادي عشر من أكتوبر الماضي قال رئيس الوزراء التركي بأن الأمور في شمال العراق قد تجاوزت كل الحدود، وأنها تطلب من أمريكا أن لا تشجع الأكراد قي شمال العراق على إقامة دولة لهم، وإلا ستضطر تركيا بالتحرك للدفاع عن مصالحها ولو كلفها ذلك حربا، وهو يقصد بالتطورات الأخيرة في كردستان العراق والعلاقة بين الحزبين الحاكمين وعودة الاجتماعات للبرلمان الكردي بحضور كافة أعضائه وتقديم مشروع الفيدرالية لعراق ما بعد الضربة، وصرح بعدها بيوم وزير الدفاع التركي صباح تشاكماك اوغلو بعزم تركيا على إقامة حزام أمني في حدودها مع الشمال العراقي حيث قال في لقاء له مع شبكة (NTV) الأخبارية أن قوة عسكرية كبيرة ستقوم بتشكيل حزام أمني لضمان أمن حدودهم.

يبدو أن هذه التطورات وهذا القلق دفع رئيس الأركان التركي حلمي اوزكوك بزيارة إلى أمريكا في منتصف نوفمبر الماضي للتشاور مع القيادات العسكرية الأمريكية. وفي نفس هذا الصدد وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من اوكتوبر الماضي نقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس الإيراني محمد خاتمي في لقائه مع الصحفيين في اسطنبول في خضم أعمال قمة منظمة التعاون الاقتصادي والتي تضم عشر دول ما بين باكستان جنوبا وغربا إلى تركيا شمالا وشرقا، قال إن قيام دولة كردية في الشمال العراقي سيشكل تهديدا لكل المنطقة، وأضاف بان إيران وتركيا والعراق وسوريا يعارضون انشقاقا كرديا في العراق يؤدي إلى الانفصال حسب قوله. أما بالنسبة للعراق فهي صاحبة القضية الرئيسية، وهي الرافضة الأولى للوضع في شماله، وقد بعث مندوبا لها إلى كل من ايران وتركيا وسوريا لبحث القضية معهم.

ولسوريا تخوفات من هذا القبيل مع أنها اقل قلقا في هذا المجال، ويستنتج ذلك من علاقاتها الطيبة مع الأحزاب الكردية، وتفهمها للوضع هناك، واتصالاتها الدائمة مع القيادات الكردية، وقد قام في شهر نوفمبر الماضي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني على رأس وفد كردي ضم برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان في السليمانية والتي تديرها حزب الطالباني، بجولة في سوريا وعمل الوفد لقاءات مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري وكذلك مع عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث حول عدم نية الكرد في العراق الانفصال عن النسيج الوطني العراقي، وانهم يحاولون بناء نظام ديمقراطي فيدرالي في العراق، يكون للكرد دورهم كبقية الشعوب في العراق، وبعدها بايام زار نيجيرفان البارزاني سوريا لنفس السبب، ناهيك عن الزيارة الاخيرة لمسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والتقى بالرئيس السوري بشار الاسد ثم قام مؤخرا بزيارة الى ايران ايضا والتقى باعلى المسؤولين هناك.

وركزت القيادات الكردية خلال تصريحاتهم في الآونة الأخيرة على وحدة الأراضي العراقية وعدم تجزئتها، وعلى أهمية المنطقة بوحدتها لا بتقسيمها، وهناك وحدة الموقف في الخطاب السياسي الكردي في الآونة الأخيرة اتفقت عليها جميع الأحزاب الكردية بما فيها الإسلامية ، حيث يضم هذا الخطاب على أهمية وحدة الأراضي العراقية، وعدم نية الانفصال، وعلى أن المشروع الكردي يمثل فقط الحقوق الكردية دون التآمر على مصالح وأمن الدول، وبذلك ركزت الآلة الإعلامية الكردية الفضائية والأرضية على ذلك، لطمأنة الأطراف التي ترى أن لها علاقة بالوضع في الإقليم الكردي في العراق.

في خضم هذا الجو المشحون بالمستجدات السياسية تنشط الآلة الإعلامية العالمية في تغطية الحدث هنا في كردستان، حيث دخلت الفضائيات العالمية بما فيها محطة الـ (CNN) الأميركية، وهناك أخبار غير مؤكدة بدخول الـ (CIA) و (FBI) في المنطقة، وأخبار أخرى بنصب مخيمات في شمال كردستان العراق استعدادا لاستقبال النازحين العراقيين فيما إذا بدأت القوات الأمريكية بحربها ضد العراق.

أحمد الزاويتي: كردستان العراق


 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول قضايا وآراء
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن قضايا وآراء:
العراق مركز انطلاق البركان


 تقييم المقال
المعدل: 3.14
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة