على كل واحد منكم أن يضع أولويات له بهذا العالم ، والصدق ضروري بهذا الأمر ، فمنكم من سيقول أنه يعيش لمرضاة الله ، وأنه وهب حياته لهذا الأمر ….. فلنقف قليلاً مع صاحب هذا الجواب .. ونسأله : ماذا أعددت لمرضاة الله ؟ وكيف تهيّأت لك الظروف لتقوم بواجباتك على أكمل وجه نحو خالقك ؟ مؤكد أنك لم تقم بهذا بمفردك فهناك من قدم لك العون ….. فقد يسر لك الله الأهل والزوجة والجيران ، وربما الأعداء ….، نعم الأعداء من أكبر الأسباب التي تدفع المرء للتمسك بدينه ، لأن طبيعة الإنسان النسيان ، فهو كثيراً ما يغفل عن نعم الله عليه وقدرته على نصرته ، ويبادر طالباً العون لحظة ضعف وعجز ، تشعره بحلاوة الإيمان والتذلل للخالق . وهذا الشعور الرائع الذي يخرج الإنسان من حال إلى حال نفقده بسرعة كبيرة، لأن السعادة عدوة الإنسان ، تشغله عن واجباته نحو أمته ودينه .
فكيف تأقلم الإنسان مع هذا الواقع ؟؟؟؟ وهل من سبيل للخروج من هذه الأزمة التي يعيشها أغلب أفراد الأمة ؟؟؟؟ قد يجيب شخص ما فائدة هذا الكلام؟ ؟ وربما يكون معه كامل الحق ، لأن السعادة التي تشغل عن طاعة الله ليست موجودة فكل قطر عربي به ما به من العلل والأمراض الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية …. ومع ذلك نراهم غافلين ، مستسلمين ، وأصحاب القرار في سباتهم غارقين .
وقد يجيب آخر قائلاً : لا يكلف الله نفساً إلأ وسعها .. فماذا نستطيع أن نفعل ؟ وهنا لا بدّ أن يسأل كل واحد نفسه : ماهي قدراته وإمكانياته ؟ لم يخلق الإنسان من فراغ ، ولم تكن هذه الحياة مرسومة لنا إلا نتيجة أفعالنا ….. فقد تمسكنا بالحياة الدنيا ، وفقدنا إرادتنا بالتغيير ، و أوهمنا أنفسنا بالعجز فعجزنا بالفعل ، وحكمنا على أنفسنا بالفشل ففشلنا .
علينا أن نتعلم حب التضحية … فليس فينا من يحب التضحية، وهي العنصر المفقود في هذه الأمة إلا قلة قليلة ، تجردت من متاع الحياة ، ووهبت نفسها من أجل حياة خالدة ، فهنيئاً لكل منتصر حقق انتصاراً على نفسه وحبه لذاته .
|
| |
تقييم المقال
|
المعدل: 3.81 تصويتات: 27
|
|