تقديم
د. محمد محديد
قسم
العلوم الطبيعية المدرسة العليا للأساتذة، القبــــة ـ الجزائر
البريد الإلكتروني: mahdid_m@yahoo.fr
يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم، يسم
الله الرحمن الرحيم >> وتحسبهم أيقاضا
وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت
عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا<<
الناقبة أو قرحة الفراش والتي تسمى بالفرنسية Escarre وبالإنجليزية Bedsore
أو Pressure ulcer، هي عبارة عن تقرحات وتآكلات
بالجسم نتيجة لعدم تدفق الدم بشكل سليم وبالتالي موت طبقات أنسجة الجلد.
يكون الجلد تحت ضغط فيزيائي ناتج عن توضع الهيكل العظمي والجسم الممدد على الفراش
أو الكرسي المتحرك أو أي سطح آخر غير مرن لفترة طويلة. ويكون غالبا بأسفل الظهر
والأكتاف من الخلف وأكعاب الأقدام وذلك لوجود نتوء عظمي يضغط بفعل وزن الجسم على
الخلايا والأنسجة مما يمنع عن هذه الخلايا التغذية المناسبة بالأكسجين والغذاء بسبب
إعاقة جريان الدم في هذه الأنسجة وطرح السموم مثل غاز الفحم، بالتالي تآكل وموت
أنسجة المناطق المعرضة للضغط.
إن حركة الإنسان
اليومية تلغي هذه التأثيرات على جسم الإنسان بسبب
تغيير وضع الجسم بشكل مستمر. كما أن وجود طبقة دهنية تحت الجلد خاصة علي منطقة
العظام، تساعد علي عدم إغلاق الأوعية الدموية.
الأشخاص الذين يعانون من الشلل أو عدم القدرة على الحركة هم أكثر عرضة للإصابة
بقرح الفراش، بسبب استمرار تمددهم الطويل على الفراش أو الكراسي وقلة حركتهم. عندما
يحدث توقف في تدفق الدم في منطقة معينة نتيجة ضغط للجلد، يفتقد الجلد للأكسجين
بشكل كبير ثم يحمر ويلتهب ثم تحدث القرحة. إن حدوث خلل في تدفق الدم في الجلد، قد
يسبب ظهور قرح Ulcers.
للوقاية
من حدوث قرحة الفراش، يوصي الأطباء بتقليب المريض وتغيير اتجاه النوم من فترة لأخرى
وبشكل منتظم. بالإضافة إلى استخدام الأسرة أو الكراسي الناعمة الهوائية أو المائية
وذلك لتخفيف حدة الضغط. ولتدليك الجسد
دور في التخفيف من احتمال ظهور هذه التقرحات.
لقد
أشار القرآن الكريم إلى حوادث التقليب وتغيير اتجاه النوم (ونقلبهم ذات اليمين
وذات الشمال)، في سرد قصة أصحاب الكهف، وهو إعجاز علمي آخر من أيات الله تبارك
وتعالى. القرآن لم يفوت ظاهرة التقليب مما
يتبين لنا أهمية هذه الحركات في ديمومة سلامة أجسام أصحاب الكهف، خاصة مع طول
الفترة والمقدرة بــ 3 قرون و9 سنوات.
فغالبا ما تنتهي حياة المرضى الذين تطول فترة استلقائهم على الفراش بسبب تعفن
أجسادهم بالبكتريا السامة بسبب هذه التقرحات.
د.
محمد محديد