بوابة الخيمة

editor

ملفات ساخنة
الفالنتين.. حب وخراب ديار!
أمير لاشين

تعودنا أن تطالعنا وسائل الإعلام كل عام بأرقام كبيرة عن حجم الإنفاق في يوم عيد الحب "الفالنتين" في الغرب، وكانت هذه الأرقام لا تمثل عندنا أي جديد، فهذه طبيعة المجتمعات الغربية التي تعلي من قيمة مثل هذه المناسبات، خاصة أن إمكانياتهم الاقتصادية تسمح بذلك.

ولكن الغريب أن بعض الدول العربية بدأت تشارك الغرب في السنوات الأخيرة هذا الاهتمام، والأغرب أن بعضها تعاني من أزمات اقتصادية.




ففي مصر التي يصل بها معدل الفقر إلى 16.7%، بما يعادل 11.3 مليون نسمة، وفق تقرير التنمية البشرية عام 2004، تقدر مبيعات الزهور فيها خلال يوم الحب بمبلغ 6 ملايين جنيه "الدولار = 5.69 جنيهات"، بما يمثل نسبة 10% من إجمالي مبيعات العام، حسب تأكيدات مجدي العريان المشرف على الموقع الإلكتروني للزهور العربية.

هذا بخلاف الإنفاق على الهدايا والتي يأتي على رأسها الدمى القطنية "الدباديب" ويتراوح سعر الواحد منها ما بين 40 إلى 300 جنيه -كما يقول محمد فتحي صاحب أحد متاجر بيع الهدايا- كذلك الفنادق والملاهي يكون لها نصيب في كعكة الاستهلاك عبر إقامة الحفلات التي تستضيف نجوم الفن.

ولا تنسى شركات المحمول كعادتها أن يكون لها نصيب، فالإعلانات التي تروج لها الشركات قبل أيام من احتفال عيد الحب طرحت الموبايل وخطوطه كبديل للهدايا، وخفضت سعر دقيقة المكالمة في هذا اليوم لتربط تدريجيا بين المحمول وعيد الحب، وتثبت لها مكانا في فاتورة يوم الحب في السنوات القادمة.

مليون رسالة في اليوم

ولم يختلف الأمر كثيرا في دولة الكويت، فخلال عيد الحب تصل عدد رسائل "sms" المرسلة إلى مليون رسالة، حسب إحصائيات شركة الهاتف الوطنية للاتصالات "وام تي سي".

وتزداد مبيعات الذهب بشكل ملحوظ، وتقفز مبيعات العطور إلى 40% عن المعدل الطبيعي، وترتفع مبيعات الزهور إلى أعلى معدلاتها لتمثل أكثر من 35% من مبيعات الزهور في العام كله، كما يرتفع استهلاك الشيكولاتة بنسبة 50% والمنتجات الجلدية بنسبة 35%، وذلك حسب تقارير للغرفة التجارية الكويتية خلال عام 2006.

وفي سوريا وحسب ما ذكر موقع "ميدل إيست أون لاين" يتضاعف سعر الوردة الحمراء ثلاث مرات خلال يوم الفالنتين ليصل إلى نحو أربعة دولارات، ويحقق أصحاب محال بيع الهدايا أرباحا هائلة في هذا اليوم تتراوح بين (25000 إلى 30000) ليرة.

ونفس الأمر في السعودية، فحسب ما ذكر نفس الموقع، يرتفع سعر الورود بشكل جنوني ليبلغ ثمن الوردة الواحدة 36 ريالا (10 دولارات)، وذلك على الرغم من الحظر الرسمي على أي مظهر من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.

التوظيف التجاري للمناسبات

ويرجع د. صفوت العالم أستاذ الدعاية والإعلان بجامعة القاهرة هذا التحول في اهتمامات العرب

ى الدور الذي تلعبه الشركات في خلق عادات ومناسبات جديدة لدى الأفراد، والحرص على المداومة والاستمرار فيها وتضخيمها بما يضمن تحقيق حجم أكبر من المبيعات مستقبلا، وزيادة عدد المستفيدين من السلعة، فهناك تزايد ملحوظ -كما يؤكد د. العالم- فيما يسمى بالتوظيف التجاري للمناسبات والأحداث الدينية والاجتماعية.
ويظهر ذلك بشكل واضح في عيد الحب من خلال توظيف اللون الأحمر في الهدايا الشخصية سواء في اللعب أو الملابس، والتي تقدم دلالة للعلاقات العاطفية، وامتد الأمر كذلك إلى أجهزة المحمول ورسائلها، فضلا عن قيام بعض وسائل الإعلام والفضائيات بدعوة الأفراد إلى الاحتفال بهذا اليوم، والهدف الرئيسي هو تعظيم الأنشطة التجارية وتسويق السلع والخدمات من خلال حملات ترويجية تستهدف ربط هذه المناسبات بسلع معينة.

تضحية يتحملها الاقتصاد

ويتفق د.حمدي عبد العظيم الأستاذ بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية مع الرأي السابق واصفا ما يحدث في يوم "فالنتين" بأنه "محاكاة" وهي إحدى الوسائل لتنشيط السلع تتبعها الشركات لتحريك الرغبة في الشراء، وليست مرتبطة بالقدرة على الشراء، فمن الممكن أن يستدين الشخص؛ لأنه يرغب في الشراء تحت تأثير المحاكاة وإغراءات الشركات.

ويمثل ذلك عبئا على الاقتصاد القومي للدول العربية؛ لأنه يستهلك أموالا كان من المفترض أن تذهب في مجالات الادخار والاستثمار والتنمية.

ويضرب د. عبد العظيم مثلا بمصر التي يصل حجم الإنفاق بها خلال هذا اليوم وفق دراسة قام بها إلى 2.1 مليار جنيه، كان من الممكن توجيهها لصالح الاقتصاد، ولكن للأسف فإن وسائل الإعلام التي من المفترض أن تدعو لهجر الاحتفال به وما يصاحبه من مظاهر بذخ ليست من عاداتنا وتقاليدنا، هي التي تروج له.

حقنة منشطات

وتختلف د. كريمة كريم مع الرأيين السابقين مؤكدة أن فكرة الاحتفال بيوم فالنتين -بعيدا عن بعدها الشرعي- بمثابة حقنة منشطات لتنشيط السوق والمساهمة في انتشاله من حالة الكساد والركود، مؤكدة أنه لن يحاول أحد شراء هدية إلا إذا كان لديه القدرة المادية على ذلك، وأن هناك صعوبة في التطبيق العلمي لفكرة توجيه المبالغ المنفقة لمصادر أكثر نفعا، لأننا لن نجبر من يريد الشراء على التنازل عن هذه الرغبة لصالح أمر آخر.

وبعيدا عن هذا الخلاف: هل الإنفاق خلال اليوم لصالح الاقتصاد أم لا؟ فإنه من الواضح أن فئة التجار هي الوحيدة المستفيدة، ولا عزاء للمحبين




موقع إسلام أون لاين


 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول ملفات ساخنة
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن ملفات ساخنة:
اللاجئون والبيض الفاسد - عبد الباري عطوان


 تقييم المقال
المعدل: 4.17
تصويتات: 41


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة