بوابة الخيمة

editor

الشريعة والفقه
محاضرة للشيخ محمد بن صالح المنجد عن جوال الكاميرا




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد ،،
فياعباد الله ، إذا كانت أعراض المسلمين في خطر ، إذا كانت الفاحشة تشيع في الذين آمنوا ، إذا كانت التقنية الحديثة تستعمل لمعصية الله ، إذا كانت روائح الفضائح تزكم الأنوف ، إذا هتكت الأعراض ، وعمّت البلايا ، واخترقت الحرمات ،
فمن هو المسؤول ؟!
وماذا نفعل في هذا الحال ؟!! نشكو إلى الله تعالى ظلم الظالمين .
قال الله سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
أن تشيع : أن تظهر وتنتشر ، يحبون ذلك ويعملون له ، ويختارون ويقصدون ظهور القبيح ، ظهور الفاحشة ، يحبون أن يذيع الزنا في المجتمع ، كما قال قتادة رحمه الله : أن يظهر الزنا وفعل القبيح . ومن أعان على نشرها فهو كالذي يقود النساء والصبيان إلى الفاحشة ، وكذلك كل صاحب صنعة تعـين على ذلك .
عباد الله ..
إن الله يغار ، وغيرة الله أن ُتنتهك حرماته ، يحبون أن تشيع ، منه ما يكون بالقول ، ومنه ما يكون بالفعل .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : وأما ما يكون من الفعل بالجوارح فكل عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخلٌ في هذا .
بل يكون عذابه أشد ، فإن الله قد توعّـد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة ! فكيف بالذي يعمل على ذلك ؟ فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في الدنيا وفي الآخره ، وليس فقط في الآخرة ، فكيف إذا اقترن بالمحبة أقوال وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ؟!!
حشر الله امرأة لوط مع قومها في العذاب لأنها رضيت بفعلهم .
عباد الله ..
إن هذه من صفات المنافقين ، ولماذا نهى العلماء ، لماذا نهوا عن الشعر الفاضح والغزل الذي فيه التشبيب بالنساء و وصفهن ، لأنه يثير الغرائز ، ولأنه يدعو إلى إشاعة الفاحشة ، ماذا لهم ؟ عذاب إليم موجعٌ في الدنيا والآخرة ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
الله يعلم ، ولذلك شرع الأحكام ..
الله يعلم المصلح من المفسد ..
الله يعلم شدّة العذاب .. وأنتم لاتتخيلونه ، ولا تقدرون أن تتصوروا عذاب الله في الآخره .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } .
لا لطرُق الشيطان ، لا لخطوات الشيطان التي يُدخل فيها العباد في المعاصي .

عباد الله ..
نحن في زمن إشاعة الفاحشة .. تجارة الجنس في العالم تقدّر بـ 75 دولا رفي العام الماضي ،منها أربع ونصف بليون دولار لتجارة الجنس عبر الهاتف ، وأربعة بلايين عبر الإنترنت وأقراص الحاسوب ، 12 ./. من إجمالي مواقع الشبكة لتجارة الجنس ونشره ، 372 مليون صفحة ، وتحمل حركة البريد الإلكتروني يومياً قرابة 2 بليون ونصف رسالة تتضمن مواضيع وإعلانات جنسية ، لإثارة الشهوات ، ونشر الفاحشة .
25 ./ . من إجمالي عدد طلبات مستخدمي الشبكة في محركات البحث في موضوعات في الفاحشة والحرام والجنس ، وأكثر من 100ألف صفحة صفحة في الإنترنت توفر صوراً فاضحة للأطفال .
وهكذا جاءت جوالات الباندا وغيرها لتعلن انضمامها إلى مسلسل القذارة في نشر هذه الفواحش ، صور ثابتة ، وأخرى متحركة ، وأنواع التصوير من الكاميرات الثابتة ، وتصوير الفيديو ، والتصوير التلفزيوني .
وعندما كانت كاميرا الجوال تنقل خمس عشرة ثانية فقط في التصوير ; ظهرت البرامج التي يصور بها الآن ثلاث ساعات .
وتقنية البلوتوث التي ترسل مقاطع الفيديو والصور إلى أشخاص في محيط هذا الجوال بعشرات الأمتار ، وستمتد هذه المسافة بتقدم هذه التقنية ، ليكون كل من في محيط جوال من هذه الجوالات يلتقط هذه اللقطات المختلفة .
وتقول الأخبار أنتجت " كوداك " طابعة تعمل بتقنية البلوتوث لدى معظم أجهزة الجوالات الحديثة بالتعاون مع شركة " نوكيا " ليصبح بالإمكان تحقيق الاتصال بين الطابعة وأي جوال لديه هذه التقنية ، ليستفيد – بزعمهم – أصحاب أجهزة الجوال ذات الكاميرا المدمجة .
وظهرت لهم مواقع تشجع الإبداع – بزعمهم – في مجال التصوير ، وتمكن صاحب الجوال من حفظ ألبوماً إلكترونياً من الصور الفتوغرافية !

إنتشار عجيب لهذه التقنية التي ظهرت في عام 2001 م ، ثم انتشرت انتشاراً في العالم انتشاراً عجيباً ، إن المبيعات تزداد .
وفي عام 2008م يتوقع أن يكون نصف الجوالات في العالم في الكرة الأرضية مزوّد بهذه الكاميرات ، وربما قبل ذلك !
وبعض الشركات لن تنتج أصلاً في موديلاتها الجديدة جوالات بغير كاميرا .
90 مليون هاتف محمول من هذا النوع في أمريكا الشمالية وحدها .
و60 ./ . من جوالات اليابانيين مزودة بالكاميرا .
وماذا لدينا نحن ؟ ربما نسبة أكبر من هذا !!
فإننا نتسارع ونسارع – بزعمنا – إلى اقتناء التقنية في أحدث صورها تباهياً ، واختيالاً ، وتظاهراً .. وهذه المظهرية التي ذبحت الكثيرين


إن التقينة نعمة ، لكنهم يجعلونها نقمة ، إنها تحول إلى وسيلة اليوم لنشر فاحشة والفضيحة في الذين آمنوا .
وطلعت الأخبار ، وتناقلت المواقع ، وعمّت الصحف ، وساحات الحوار ، تلك الأحداث الأليمة ، التي تحدث لبنات المسلمين في بلدان المسلمين .

لا إله إلا الله .. ويل للعرب .. من شر قد اقترب ..
قالت زينب – رضي الله عنها - : " أنهلك وفينا الصالحون ؟ "
قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث ) .

أنهلك وفينا الصالحون ؟ نعم إذا كثر ( الخبث ) ، فسّروه : بالزنا ، وبالفسوق ، وبالفجور ، وهكذا .
أين إقامة دين الله ، والغيرة على حرمات الله ؟

يا عباد الله ..
إن القضية خطيرة جداً ، وإن سفينة المجتمع ستغرق ، إذا لم نقم لله بالحجة ، إذا لم نقم بما أمرنا به .

عباد الله ..
لماذا التساهل في التصوير أيضاً ؟
وماذا قال العلماء في التصوير ؟

إن الذي يتمعّـن في كلام العلماء في التصوير ليجد حكماً عجيبة ، كلما تقدم الوقت تدل الأحداث على أن هذا الحكم جدير بالعناية والاهتمام والحرص .
إن هذا التصوير،هذا التشكيل، جعل الهيئة الإتيان به على صفة معينة ، هذه السمة والعلامة ، هذه الصورة ، سواء كانت مرسومة، أو مطبوعة، أو منقوشة ، منحوتة ، نافرة ، أو مستوية ، سواء كانت بكاميرا عادية ، أوفيديوية ، أو ديجيتالية ، أو تلفزيونية ، ونحو ذلك ; كانت مرسومة ً أو بالآلة ; كلها صور وتصوير في الحقيقة ، وماذا ستقول عنها غير التصوير ؟!

عباد الله ..
إنها كارثة عظمى كبيرة ، عندما ينتشر بحاجة وبغير حاجة .
إن النبي – عليه الصلاة والسلام – قال : إن الذي يصنعون هذه الصور يُعذبون يوم القيامة ، ويُقال لهم أحيوا ما خلقتم . وقال : ( إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوّرون ) متفق عليه .
وقال : ( لعن الله المصورين ) ، وقال : ( كل مصور في النار ) .

وكذلك فإن العلماء قد بيّن كثيرٌ منهم أن ذلك يشمل جميع أنواع الصور ، إلاَّ ما كان لضرورة أو حاجة ، إلاَّ التصوير لغرض التعليم في الحالات الطبيّة وغيرها ، أو لأجل الإثباتات في الأمور الأمنية وغيرها ، أو لأجل التصوير على التدريبات العسكرية والتقاط ما ينفع المسلمين من صور الأعداء ونحوها ، وغير ذلك من أنواع التصوير للحاجة ، أو الضرورة ، كتتبع المجرمين ونحوهم . إن هذا التصوير للحاجة أو للضرورة ; قد بيّن العلماء جوازه .
لكن الآن يتم التصوير لحاجة ، ولغير حاجة ، وتنتشر الصور ، وتنقل الصور ، وعلى من تعرض الصور !!

يا عباد الله ..
صور نسائنا وبناتنا ، وصور الجنس والخلاعة ، وأثر هذه القنوات والمجلات واضح ، وفعل الصورة في النفوس واضح .
إنها ليست صوراً تنقل جراحاتنا ومآسينا لنستعملها في الجهاد الإعلامي ، ولكنها صور تنقل عوراتنا ، إنها صور تنقل أجساد نسائنا .

عباد الله ..
وكم فعلت هذه الصور من الأفاعيل في الوتر، وكم افتري بها على المظلومين والمظلومات ، وحصلت بها أنواع الفتن والويلات ، حتى الداعيات إلى الله لم يسلمن من ذلك ، فتلتقط صورهن في محاضرات النساء لتركـّب في الشبكة .
وتأخذ هذه الصور أيضاً من قِـبل الذين يصطادون البنات في هذه الصور للفتيات في الأعراس ، ليبتزوهن بها بعد ذلك . وهذه أختٌ تتألم من أنها فوجئت بقيام من صوّرها أثناء قيامها بالوضوء في المدرسة ، وأخرى فوجئت بطلاق زوجها ، فإذا هي مكيدة مدبّـرة ، نتيجة صورة التقطت بكاميرا الهاتف المحمول .
خمس وخمسون كاميرا جوال تم ضبطها في ليلة زفاف واحدة !!

 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول الشريعة والفقه
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن الشريعة والفقه:
الحجاب: إشكالية زائفة وأخطاء شائعة


 تقييم المقال
المعدل: 4.56
تصويتات: 16


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة