بوابة الخيمة

editor

وجهة نظر
الساحة العراقية .. ومستقبل الحزبية !!

صالح داوود/ abouarjan@hotmail.com
دهوك - كردستان العراق

( تنبيه لابد منه : هذا المقال غير موجه إلى طرف أو جهة معينة بذاته عاملة في الساحة العراقية الآن ،لكن مجرد تنبيه وتذكير !! )

لم يكن سقوط النظام العراقي السابق سهلاً من غير تدخل قوات أجنبية ، رغم ما يحمله هذا التدخل من مدلولات سلبية ، ومخاطر على الشعب العراقي ، وكذلك أطراف المعارضة العراقية وقتها ، هذا التدخل الذي حول العراق بعد سقوط نظامه المستبد السابق الى دولة محتلة ، تديرها قوات التحالف وهي المسؤولة - حسب المفهوم الحديث للنظام السياسي المعاصر - عن إدارة شؤون البلد بعد الاحتلال ، فأسفر هذا الامر إلى بروز مقاومة الاحتلال ، ليست بالضرورة انتماؤها إلى أعضاء النظام السابق وحده ! لأن الحزب الواحد الحاكم حينه ، قد تنصل من مباحئه القومية وشعاراته البراقة ، بعد استيلاء الدكتاتورية عليه ، في عهد صدام ، أي في عام 1979 وبالتدريج ليست جملة واحدة ! حيث أضحى حزباً بلا أهداف أو استراتيجية خدمة الأمة والشعب ، حيث كانت شعارات وأهداف ها الحزب تمجد صداماً ومن والاه وباختصار ، وكذلك صدام هو الحزب .. هوالعراق .... وإلى آخر ما كان يقال وينشر ، من تحويل الحزب إلى أداة دكتاتورية لقمع الشعب شمالاً وجنوباً ، بدلاً من أن تكون أداة بناء فعال في ربط المجتمع العراقي بعضه ببعض ، وبناء استراتيجية حضارية تلائم العصر والمدنية الحالية ، رغم أن الفترة الجمهورية امتدت أكثر من أربعة عقود ! ولم يظهر العراق بالشكل اللائق بشعبه ، مما كان أمر التخلص من الحكم السابق مطلب شعبي وحماهيري ولو بالتعاون مع أعداء الأمة والشعب ! فعلاً لقد تخلص الشعب العراقي من النظام السابق في الحرب الاخيرة والتي قادتها الولايات المتحدة بحجة البحث عن أسلحة العراق ذات التدمير الشامل وكذلك كون النظام العراقي خطر على الأمن العالمي والأمريكي ، والتي ظهرت فيما بعد تزييف هاتين الحجتين ، وظهرت ثالثة أخرى وهي الحرب العالمية على ما يسمى الارهاب !


إذاً خلاصة القول إن الشعب العراقي تخلص من النظام السابق وكذلك أصبح شعبه بدون عمل ووظائف وقانون يحكمه ويحمي حقوقه ، رغم مرور أكثر من نصف عام قبل انتهائه ، وحتى أجل غير مسسمى !! حسسب ما يظهر في الأفق القريب ، وأثر هذا الحدث المهم أي سقوط النظام ، استيقظ الشعب من رقدته فألف على الفور ودون تأخير احزاباً شتى ، بعضها كانت في الداخل والأخرى دخلت مع القوات الامريكية بعد أن كانت ممنوعة من العمل والتشاط في الداخل منذ العهد الجمهوري أو بعده بقليل ، فكيف بهذه الاحزاب الحفاظ على الوطنية العراقية والعمل من أجل المواطن العادي والذي لا يفقه كثيراً عن الواقع العراقي الجديد ، بعد القضاء على النظام السابق ، وجميع هذه الاحزاب - ظاهرياً - تدعو إلى الحزبية من أجل مصلحة الشعب العراقي ، وهي تجهل أو تتجاهل أن الشعب العراقي عانى الكثثير من اسم الحزبية ومسمياتها العديدة منذ بداية العهد الجمهوري ، العهد الذي حمل الشعارات القومية والبراقة ، وهي كلها زيف كما ثبت ذلك ، لعدم تطور المواطن العراقي وتمتعه بالمدنية اللائقة كغيره من بني الانسان في العالم المعاصر اليوم ، رغم أن هذه الأحزاب قومية ، أو غيرها تعمل من أجل تطوير الإنسان العراقي والدولة العراقية الحديثة ، رغم ما ظهر للأفق عكس المطلوب ! فأساء هذا العهد إلى مسمى الحزبية وجعله غير مستحب للإنسان العراقي سواء المثقف أو العادي ، سواء كان عهد الحزب الواحد ، وهو اسوأ العهود ، او التعددي ولو في الشكل دون المضمون ، لأن الواقع العراقي الخالي لا يتحمل غير شكل واحد خاص به ، لأسباب داخلية وإقليمية ودولية ، ليست من اختصاص المقال تفصيلها .
كما تجدر الإشارة إلى أن الحزبية في البلاد التي تنتمي إلى ما كانت تسمى بالعالم الثالث ، والتي تعتبر العراق واحداً منها ، غاية في ذاتها وليست وسيلة لخدمة الفرد والجماعة في البلد الواحد من خلال الحكم القائم فيه ، كالحالة الشائعة للحزبية في العالم المتمدن اليوم ، وهذه هي المشكلة الكبرى في بلادنا ! والتي جعلت الحزبية غاية في ذاتها ، وبهذا التصور الناقص تكون العملية الحزبية غاية للوصول إلى الأهداف والشعارات المرسومة ، دون الاهتمام بالتطوير المدني العام في البلد ، وخير مثال على هذا التصور الناقص في البلد ، العهد السسابق ، والذي كان متصفاً بأعلى درجات الدكتاتورية والطغيان ، حيث أن تنظيمات الحزب كانت بمثابة دولة داخل دولة ، وكذلك لم يكن هذا الحزب ليطور نفسه ليلائم العصر والعولمة ! كما اضرب مثلا لدولة جارة للعراق ، وقد حدث أن قامت بحل الاحزاب بعد أن انتفت الحاجة إليها وهي دولة ايران ، وبقيت بعد الحل طائفتين مطلبهما في الحكم والسلطة واحد ، وهما الآن في صراع مستمر في الظاهر ، والسؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح في الساحة العراقية على صناع القرار ، هل أن التنظيمات العراقية الحالية ستتوحد أو تندمج بعضها في بعض لسد الطرق على الاجنبي الطامع في خيرات العراق ؟ أو هل سيستمر الصراع والعنف بحيث لا تبقى مساحة التفاهم والقربى بين أبناء الرافدين رغم تاريخه ؟ واطرح هذا السؤال علني تجد الجواب الشافي عما قريب في أرض الواقع ...

 
 روابط ذات صلة
· زيادة حول وجهة نظر
· الأخبار بواسطة editor


أكثر مقال قراءة عن وجهة نظر:
مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي والدستوري


 تقييم المقال
المعدل: 3.8
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ


 خيارات

 صفحة للطباعة صفحة للطباعة